كانت فتاة صغيرة عندما بلغت التاسعة عشر
من العمر وكانت أكبر من اخواتها.
طرق باب بيتها الكثير
من الشباب ممن تقدموا لخطبتها..
وكان نصيبها مع أحد الشباب الطيبين.. الذي تتمناه أي فتاة..
تمت الخطوبة والعقد، وحددا موعد الزواج..
لكن قدر الله على أمها بجلطة أصابتها بشلل وأقعدتها عن الحركة..فأصبحت عاجزة حتى عن الكلام..
أصبحت الفتاة علىالقيام بخدمتها.. أطعمتها.. أسقتها.. نظفتها .. وأعتنت بها
اتفقا على تاجيل الزواج بسبب ظروف امها
واستمرت معاناتها..
فتساألت في نفسها .. إن تزوجت
من سيقوم على شئونها ويرعاها
من بعدي؟
نذرت أن تعيش حياتها لخدمة أمها وأن أكرست كل جهدها لرعايتها ابتغاء لمرضاتها وطلباً للأجر
من الله.
فطلبت الطلاق
من خطيبها.. وأرجعت له مهره وكل هداياه التي جائتها بها..
عاشت في خدمة أمها حتى تزوجَتْ كل أخواتها اللاتي كن أصغر منها ..
بلغتُ سن الخامسة والأربعين..
وحانت لحظة الفراق..
وجاءت سكرة الموت بالحق..
قامت ألقّنت امها الشهادة وهي تنازع سكرات الموت..
فنطقت أمها بعد صمت دام أكثر
من 26 سنة..
قالت لها:
"يا فلانة.. أبشري بالجنة، والله لن يضيعكِ الله.. وسيعوضكِ خيراً.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"
فارقت أمها الحياة بعد صراع مرير مع المرض..
وبعدها بعدة أشهر..
تقدم لها رجل أعمال في الخمسين
من عمره..
تزوجت،
وهي الآن ولله الحمد حامل في ثلاثة توائم..
فادعوا الله أن يسهل ولادتها..
..الحمد لله الذي عوضها اخيراً..
وسالت الله أن يجعل قصتها هذه عبرة للجميع.
انتهت القصة.
وأقول .. تخيلوا يا أخوة برّ هذه الفتاة بوالدتها..
داست على أحلامها وأمانيها وهي في مقتبل العمر..
وآثرت القيام على خدمة أمها ورعايتها ..على زواجها
من شاب تتمناه كل فتاة..
26سنة تخدم أمها دون تأفف أو تململ..
وتتزوج كل أخواتها اللاتي يصغرنها..
وهي صابرة مطمئنة لا تألوا على شيء..
تطلب ما عند الله..
فآتاها الله ثواب الدنيا وسيؤتيها إن شاء الله حسن ثواب الآخرة..
عوّضها برجل أعمال يكبرها بخمس سنين، وهي الآن حامل في ثلاثة توائم
أسأل الله أن يبارك لها في زوجها وأولادها وأن يسهل ولادتها ويعينها على تربيتهم
من فقد الله فماذا وجد؟
ومن وجد الله فماذا فقد؟
هذه رسالة موجهة إلى كل فتاة..
وإلى كل شاب..
وإلى كل
من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..
من طلب الدنيا.. أعرضت عنه..
"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكوراً"