القطة الصغيرة توتو, كانت ترفض الذهاب إلي
المدرسة كل يوم, و إذا ذهبت بعد إلحاح أمها , أو تهديدها , تنام أثناء الدرس أو تشاغب
في الفصل. وأبدا , أبدا لا تؤدي واجباتها المدرسية. كان الجميع ينصحونها بفائدة التعليم
, لكنها كانت تقول لهم: - لا أريد أن أتعلم شيئا. أنا أعرف كل شيء, أعرف أني قطة , و
أعدائي هم الكلاب الذين يطاردونني, و الفئران الذين أطاردهم و آكلهم, ماذا غير ذلك؟!
فقدت الأم صبرها و قالت:- حسنا لن
تذهبي إلي المدرسة بعد الآن, و كوني قطة جاهلة. و ستندمين طوال حياتك. فرحت
القطة و رقصت و هي تقول:- وداعا
للاستيقاظ مبكرا. وداعا لبرودة الصباح. وداعا للنظام و عصا المدرس, أنا حرة.. هيييه.
و في أحد الأيام , دعت القطط الصغيرة القطة توتو للذهاب إلى
حفل الربيع ، المقام بحديقة الفراشَات فى وسط الغابة ،
وقالوا لها : - نحن سنذهب معاً بعد خروجنا من
المدرسة ، وستحضرين بمفردك من المنزل . نزلت القطة إلى الشارع ، قبل الموعد
بنصف ساعة وقالت : - سأركب
أتوبيس رقم 30 ، وأنزل فى شارع الوردة الحمراء ، وأمشي فيه حتى نهايته فأجد
الحديقة على اليسار .. هذا ما قالته لي القطط بالضبط . مرت الأتوبيسات أمام القطة
لكنها لم تستطيع قراءة الأرقام المكتوبة عليها ..
فقالت فى نفسها : - إذا سألت أي حيوان فسيعرف أنني جاهلة ، علىّ أن
أفكر بسرعة ، فكرت القطة وتذكرت رقم 3 ،وقالت
فى نفسها : - رقم 3 يشبه رقم 30 ، لابد أنه أقرب رقم إليه أنا أتذكر رقم
3 : ثلاث أسنان صغيرة لأعلى وواحدة طويلة . ركبت القطة الأتوبيس 3 وهى فرحانة ،
مرت على الشوارع الجميلة فلم تعرف أسمائها رغم وجود اللافتات .. فجلست صامتة
حتى النهاية فسألها السائق : - لماذا لم تنزلي لقد
أنتهي الطريق . فقالت له : - هل هذا
هو شارع الوردة الحمراء الذي ينتهي عند حديقة الفراشَات ؟
فقال لها : - لا .. إنه شارع العظام ، الذي ينتهي بحديقة الكلاب . خافت
القطة وبكت ، فقال لها السائق : - لا تخافي يا
صغيرتي سأجعلك تركبين أتوبيس رقم 30 بعد أن تعودي معي ، وفعلاً ركبت القطة
أتوبيس 30 ، ونزلت فى شارع الوردة الحمراء ، لكنها لم تعرف الاتجاه الصحيح الذي
تمشي فيه لتصل بسرعة إلى الحديقة ، فسالت الحيوانات التي قابلتها فى الطريق ، حتى
وصلت إلى الحديقة ، لكنها لم تجد إلا الحارس الذي قال
لها : - لقد انتهت الحفلة منذ ساعة .
عادت القطة المتعبة إلى المنزل . أخذت حماماً ساخناً ، وجرت
إلى السرير وهى تقول لأمها : -
أرجو أن توقظيني غداً مبكراً ، حتى لا أتأخر عن موعد المدرسة